ليس بعيداً عن مدينة عسقلان التاريخية العريقة تنام قرية الجورة .. جميلة كجمال الطيور التي نفخ عيسى فيها فكانت طيراً بإذن الله ، حالمة تزهو بصفاء جوّها و دفء شمسها ، و رقّة بحرها ، و جمال عناقيد كروم العنب فيها ، نقيةٌ كنقاء رمالها الصفراء على شاطئها ، زكية كرائحة الزنابق البيضاء التي تنتشر بعفوية على تلالها الصغيرة التي تداعب موج البحر ، حيّة تقوم من موتها كلما انبثقت شقائق النعمان في ظلال بياراتها .. هنا في الجورة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها بضعة كيلو مترات مربعة و لم يتجاوز عدد سكانها آنذاك ألف نسمة صنع التاريخ.
الجورة قرية فلسطينية تقع على الساحل الفلسطيني ، احتلها اليهود عام 1948 ضمن الأراضي الفلسطينية التي استولوا عليها .
والجورة من القرى القديمة التي بنيت على أنقاض مدينة عسقلان التاريخية العريقة ، فحين فتح القائد عمرو بن العاص فلسطين ، كانت مدينة عسقلان مركزها .
تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط على بعد 21 كم شمال مدينة غزة عند التقاء دائرة 31و40 شمالا وخط طول 34و35 شرقاً، وقد كانت على مدى تاريخها الطويل ذات شأن اقتصادي بسبب مينائها البحري وموقعها الاستراتيجي القريب من الحدود المصرية ومواجهتها للقادمين من البحر تجارا وغزاة، وقد كانت منذ القدم محطة هامة من سلسلة المحطات الممتدة على طول السهل الساحلي الفلسطيني، حيث اعتادت القوافل التجارية والحملات العسكرية المرور بها للراحة والتزود بالمؤن . وفي العصر الحديث أصبحت محطة هامة لخط سكة حديد القنطرة حيفا، كما يمر بها الطريق المعبد الرئيسي الذي يخترق فلسطين من الجنوب إلى الشمال على طول الساحل .