أرجو أن تستمعوا بالمواضيع
قرية هربيا الفلسطينية
كتبهافلسطينية تصرخ من قلب الاهات ، في 29 كانون الثاني 2007 الساعة: 11:25 ص
هربيا هي اسم قرية صغيرة تنتمي عائلتي لها وتقع ضمن أراضي فلسطين المحتلة عام 48 .ِ
وبعد أن قرأت موضوع الاخت شتيلا عن مدينة حيفا
أحببت أن أعرفكم على قريتي الصغيرة (هربيا) التي أفتخر بها وأتمنى أن تعود لنا نحن.
بكسر أوله وثانيه وسكون الباء وألف. الأرجح أنها تحريف لكلمة (( هَربِه )) الكنعانية بمعنى الكثرة والوفرة. ذكرها صاحب معجم البلدان (4/246) غلطاً باسـم (فريبا) ونسب إليها (أبو الغنائم محمود بن الفضل بن حيدر بن مطر الفريباني المطري، لقيه السلفي وسمع الحديث عليه وعلى غيره).
الموقع :
قرية عربية كانت تتبع قضاء غزة قبل عام 1948، وتقع إلى شمال غزة على بعد 15 كيلومتر منها، تحيط بأراضيها أراضي قرية الخصاص والجورة وبربرة من الشمال، وأراضي بيت جرجا ودير سنيد من الشرق، وأراضي بيت لاهيا من الجنوب، وترتفع هربيا حوالي 25 مترا عن سطح البحر.
المساحة والسكان :
تبلغ مساحة أراضي هربيا 22312 دونما، أما مساحة القرية فتبلغ 42 دونما، وبلغ عدد سكان القرية عام 1922 حوالي 1307 نسمة، وفي عام 1931 بلغوا 1510 منهم 803 ذكور و 707 إناث، وفي 1/4/1945 قدروا بـ (2240) نسمة. بينهم من يعود بنسبه إلى مصر ومنهم من بقايا الصليبيين الذين أسلموا.
الحياة الاجتماعية :
ضمت القرية مجموعة حارات كان أكبرها حارتين هما: الحارة الشرقية والحارة الغربية، كان أهالي الحارات متحابين متعاونين يشتركون مع بعضهم البعض في الملمات وفي الأفراح، وقد عرفت القرية أسماء العائلات التالية: سالم، الغول، الشرافي، جابر، ,كريز، الداعر، العرابي، أبوكلوب، حسونة، النحال، أبو عميرة، الطناني، رضوان، أبوغبن، أبو شقفة، الشيخ عمر، الترامسي، الهسي، دواس، جبر، أبوالجبين، وشح، عبد ربه (الأعرج)، التري(عبد الرحمن-حوسو)، الفيري، أبو جلهوم، كريم، أبو عوكل، الخطيب، شاهين، أبو سمرة، وعرفت القرية العديد من المخاتير منذ أواخر العهد التركي وعهد الانتداب البريطاني منهم: محمود سالم، العبد عليان، جابر أحمد سالم، صلاح مصلح الغول، إبراهيم العرابيد، أما مخاتير أهالي هربيا في الوقت الحاضر في قطاع غزة فمنهم المختار عنايه محمود جابر سالم(أبو محمود) – ويقيم في مخيم الشاطئ، والمختار فارس جابر الغول(أبو بشير) – ويقيم في حي النصر بغزة.
الحياة الاقتصادية :
كانت المهنة الرئيسية لأهالي القرية الزراعة المعتمدة على مياه الأمطار، وقد اشتهرت هربيا بكثرة البيارات وزراعة أشجار الحمضيات بالإضافة إلى توفر آبار المياه التي يتراوح عمقها بين 10 – 50 مترا ويقول أهالي هربيا أنه كان في قريتهم ما يقارب 150 بيارة كان يملك منها بعض العائلات الغزية مثل عائلة أبو رمضان، العلمي، الصايغ، سكيك، ويضيف أهالي القرية أنهم كانوا يزرعون في أراضيهم الحبوب ومعظم أنواع الخضروات والفواكه وبخاصة العنب والقصب، كان الإنتاج من الحمضيات وبخاصة البرتقال يشحن بسيارات الشحن ثم يصدر عن طريق التجار إلى الخارج، وقد عرف أهالي هربيا أسماء العديد من مواقع أراضي القرية ومنها الزلطة، الواجهة، المرج، الشراف، الطباخ، البيار، سعد، ووجد في القرية في أواخر الأربعينيات 6 سيارات شحن امتلكتها عائلات سالم، الغول، الداعور، وبالإضافة إلى أعمال الزراعة فقد عمل بعض الأهالي في صيد الأسماك وبخاصة عائلتي الهسي والنحال، ووجد في القرية في الأربعينيات ما يقارب 20 دكانا للبقالة، 5 لحامين، 3 حلاقين، 10 بنائين، وعدد قليل من النجارين.
التعليم :
بدأ التعليم في هربيا في جامع القرية حيث اقتطعت غرفة من الجامع لتكون بمثابة مدرسة – كتاب – ثم أقيمت مدرسة في منتصف العشرينات كانت تقع جنوب غرب البلد وكان التعليم فيها حتى الصف السادس، 1922م بلغ عدد طلابها 124 طالباً يوزعون على ستة صفوف يعلمهم ثلاثة معلمين، تدفع القـرية عمالة أثنين منهم. وفي القـرية 360 رجلاً يلمون بالقراءة والكتابة.
الرحيل والنزوح :
مع نشوب حرب 1948 تجمع معظم أهالي القرى الجنوبية في هربيا، ومع انسحاب القوات المصرية وسيطرة القوات الإسرائيلية على الكثير من القرى والمدن والمواقع، أجبر أهالي هربيا وجميع من كانوا فيها من المهاجرين على الرحيل، فاتجهوا إلى غزة، وتم تدمير معظم القرية بعدها، و (هربيا) اليوم خراب فقد دمّرها اليهود بعد اغتصابهم لها. وأقاموا عليها مستعمرتهم (كرمي).
هربيا في التاريخ :
معركة هربيا (642 هـ : 17 تشرين الأول 1244م )
تولى (الملك الصالح نجم الدين أيوب) أمر الدولة الأيوبية في عـام 1239م. وكان عمه (الصـــالح اسماعيل) من أكبر أعدائه فاستولى على دمشق واتحد مع الصليبيين ونزل لهم عن طبرية وعسقلان والشقيف والقدس ليعضدوه ويكونوا معه على ابن أخيه. فاسـتعان نجم الدين بقبائل (الخُوارِ زِميـَة) المسلمة لكسر أعدائه فاتفقوا معه على شرط أن يقطعهم الإقطاعات ويسكنهم البلدان. تجند الخوارزميون واخترقوا سورية إلى أن وصلوا إلى غزة فنزلوها وسيروا إلى الملك الصالح نجم الدين في صفر من عام 642 هـ يخبرونه بقدومهم فأمرهم بالإقامة في غزة ووعدهم ببلاد الشام بعدما خلع على رُسلهم، وسير إليهم الخلع والأموال. ثم أعد الملك الصالح نجم الدين حملة عسكرية بقيادة الأمير ركن الدي بيبرس البندقداري الصالحي ، أحـد مماليكه، فسار الى غزة والتقى بالخوارزمية الذين كان قد انضم إليهم جماعة من (القَـيمَريِة). ومن جهة أُخرى جهز الصالح اسماعيل جنده من سورية وولى عليهم الملك المنصور صاحب حمص وسار بهم ورافقه الإفرنج من عكا وغيرها بالفارس والراجل ليحارب المسلمين من مصريين وخوارزميين، وساروا جميعهم الى غزة ثم أتتهم نجدة (الناصر داود) من الكرك.
إلتقى الجمعان في هربيا 642 هـ:1244م وقد رفع الإفرنج الصلبان على عسكر دمشق فوق رأس المنصور صاحب حمص. وكان في الميمنة الإفرنج في الميسرة عسكر الكـرك وفي القلب المنصور ابراهيم . وكانت القيادة العـامة الكونت دي بار وسمعان دي منتفورت. وقدر عدد القتلى باكثر من 000 ، 30 ألف.
ولاشك انّ هذه أعظم كارثة حلت بالصليبيين منذ وقعة حطين عــام 1187 حتى أطلق المؤرخون على هذه الموقعة أسم (حطين الثانية).
وعلى أثر هذه الموقعة استولى الملك الصالح نجم الدين أيوب على القدس والساحل وغيرهما .